عملیات تجمیل الانف فی ایران
افضل اطباء العیون فی ایران
عملیات تجمیل الانف فی ایران
علی بن عیسى الکحال:
عملیات تجمیل الانف فی ایران ولد فی بغداد فی النصف الأول من القرن العاشر المیلادی (940-1009م) (329-400هـ)(85) – مسیحی(86) –وهام جداً أن نمیزه عن عیسى بن علی طبیب البلاط عند الخلیفة المعتمد, حیث یخلط المؤلفون بینهما کثیراً(87).
کان طبیباً ماهراً وواحد من أهم أطباء العیون فی التاریخ(88), اتبع اسلوباً ممیزاً فی تدریس طب العیون بادئاً بالتقسیم التشریحی للعین ثم تطرق إلى أمراض الأجفان ثم إلى أمراض جهاز الدمع فأمراض الملتحمة ثم القزحیة والقرنیة بینما کان المؤلفون قبله یتحدون عن العین جملة واحدة دون تصنیفها(89).
لیس هذا فحسب بل اتبع اسلوباً ممیزاً فی دراسة کل مرض على حدا مبتدئاً بتعریف المرض ثم ینتقل إلى تعداد أسبابه وتفسیر آلیاته ثم إلى ذکر العلامات وأخیرا العلاج(90).
أما کتب الأقدمین فکانت تتحدث عن أسباب الأمراض ثم علاماتها فی فصل وتترک المعالجة إلى فصل أخر(91).
وأهمیة هذا الأسلوب أنه یشبع کل مرض دراسة(92).
أطلق على کتابه هذا اسم تذکرة الکحالین. وقد ألف حوالی اثنان وثلاثون کتاباً(93).
تذکرة الکحالین : من أهم الکتب الطبیة فی التاریخ وذلک لسببین:
الأول: لأسلوبه الجدید الممیز والمبتکر فی تناول الأمراض.
الثانی: لأنه من أوائل الکتب الطبیة التخصصیة فی أمراض العیون.
کتب هذا الکتاب فی النصف الأول من القرن الحادی عشر المیلادی(94), اعتمد فی کتابه هذا على معلومات الأقدمین خاصة الیونان لکنه أضاف معلومات عدیدة علیهم خاصة فی مجال إجراء العملیات مع العدید الملاحظات الشخصیة(95).
ترجم مرتین إلى اللغة اللاتینیة, مرة فی منتصف القرن الثامن عشر ومرة ثانیة فی منتصف القرن التاسع عشر(96), وترجم أیضاً إلى العبریة والفارسیة والترکیة(97).
یصف هذا الکتاب مئة وثلاثون مرضاً من أمراض العین(98), ولا یزال محفوظاً بشکله الکامل(99) فی العدید من مکتبات العالم کدمشق (المکتبة الظاهریة), بیروت (مکتبة د. سامی حداد), الریاض (جامعة الریاض) ..... (100).
وقد طبع ونشر بواسطة وزارة المعارف العثمانیة سنة 1964 م بعد أن قام بتحقیقه الأستاذ غوث القادری ثم قام بترجمته إلى الألمانیة الأستاذ هبرشبرغ(101).
وصف الکتاب: یتألف الکتاب من ثلاث مقالات موزعة على مئة واثنان وعشرون فصلاً (باباً):
المقالة الأولى:
تتألف من إحدى وعشرون باباً مخصصة لتشریح العین وترکیبها ووظائفها(102):
الباب الأول والثانی والثالث تحدث فیه عن حد العین ومنفعتها وفعلها وطبعها ومزاجها.
الباب الرابع والخامس یذکر أسباب کحل العین وازرقاقها.
وفی الباب السادس والسابع یذکر طبقات العین ورطوباتها وأعصابها وعضلاتها.
الباب الثامن والتاسع یتکلم عن الرطوبتین الجلدیة والزجاجیة وأفعالها ومنافعها.
أما الأبواب العاشر والحادی عشر والثانی عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر تبین أقسام العین وطبقاتها بالتفصیل حیث تحدث عن الطبقة الشبکیة والطبقة المشیمیة ومنافعهما ومن أین نباتهما – والطبقات: الصلبة والعنکبوتیة والبیضیة والعنبیة والقرنیة والملتحمة.
کما أنه قد شرح بالتفصیل عضلات العین وعددها ومواضعها فی الباب الثامن عشر.
وتحدث عن العصب النوری وکیف یکون منشأه وأمر العصب المحرک ومنشأه فی الباب التاسع عشر.
أما فی الباب العشرون فشرح فیه ابتداء الروح النفسانی وکیفیة تولده وکیف یکون به البصر.
ویتحدث فی الباب الحادی والعشرون عن الأشعار والأجفان ومنفعتها.
المقالة الثانیة:
وتتألف من ثلاثة وسبعون باباً یتحدث فیها عن أمراض العین الظاهرة للحس مع ذکر أسباب کل مرض وعلاماته وعلاجه.
فیذکر فی البابین الأول والثانی الدساتیر والقوانین التی یجب على الطبیب إتباعها أثناء علاجه لأمراض العین.
أما فی بقیة الأبواب فیصف فیها أمراض العین الظاهرة, أسباب کل مرض وعلاماته وعلاجه مبتدأً بأمراض الأجفان والأهداب, ثم أمراض جهاز الدمع فأمراض الملتحمة ثم القرنیة فالقزحیة.
المقالة الثالثة :
وهی أقصر المقالات, وتتألف من سبعة عشرین باباً, یتحدث فیها عن أمراض العین الخفیة عن الحس وأسبابها وعلاماتها وعلاجها.
الخیالات وأنواعها والتفریق بینها.
أمراض رطوبات وطبقات العین البیضیة والجلیدیة والعنکبوتیة والزجاجیة والشبکیة والمشیمیة والصلبة وعلاجها, رطوبة رطوبة وطبقة طبقة.
أمراض العصب البصری والعصب المحرک وأمراض عضلات العین والحول.
اضطرابات الرؤیة وضعف البصر.
الصداع والشقیقة وسل الشریان الصدغی.
ویترک الباب الأخیر للتحدث عن الأدویة المفردة المستخدمة علاج أمراض العین مرتبة وفق حروف الهجاء, مع ذکر مئة وثلاثة وأربعون عقاراً للعلاج(103).
ومن أهم إبداعات هذا الرجل وصفه لالتهاب الشریان الصدغی والقحفی, ولاحظ العلاقة بین الشرایین الملتهبة واضطراب الرؤیة فی مرض الشقیقة, ووصفه لطریقة سل الشریان الصدغی(104).
